Translate

SMP





يسخر المسلمون من العقوبات الغربية على الدول، ويستهزئون بفعاليتها ويؤكدون أنها لا تؤثر فيهم بشيء… ثم، حين تُرفع، يحتفلون وكأنهم تحرروا من الأسر، ويبدأون في تعداد آثارها الكارثية، كأنهم كانوا محاصَرين بحق. يُكذّبون الشيء ثم يُعظّمونه، يحتقرون الأثر ثم يُمجدونه… حسب المزاج اللحظي.



يمارس المسلمون طقوسًا دينية بشكل آلي، يكررونها دون وعي، يُضفون على بعض الممارسات طابعًا إعجازيًا، ويُروّجون للخرافات والموروثات كحقائق مقدسة، ثم يسخرون من شعائر الآخرين وطقوسهم ويصفونها بالبدائية. يُعظّمون ما لديهم مهما كان ساذجًا، ويزدَرون ما لدى غيرهم مهما كان راسخًا.



يطالب المسلمون في الغرب بلحوم "حلال"، وذبح "شرعي"، ومياه وطلاء أظافر "حلال"، ليس بدافع الحرص على الصحة أو النظافة أو المعايير، بل لأن ذلك يتوافق مع شريعتهم الخاصة ويُرضي شعورهم الديني. ثم يعودون إلى بلدانهم حيث تُذبح الحيوانات بلا رقابة، وتُباع اللحوم الفاسدة، وتُمارَس التجاوزات الصحية بأبسط صورها، ويُبرّر كل ذلك بعبارات مثل: "الله الحافظ"، و"ما بيضر إلا المكتوب".
بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية والهيئات الغذائية في دول متعددة، توجد مشاكل كبيرة في مراقبة جودة اللحوم وأساليب الذبح في بعض الدول الإسلامية، حيث تنتشر ممارسات غير صحية، بينما تُطلب في الخارج معايير "حلال" دقيقة، وهذا تناقض حقيقي يبرز ضعف الالتزام المحلي.


يتدخّل المسلمون في حياة الآخرين، يفرضون "ثقافتهم" المتأزمة على المجتمعات التي احتضنتهم، ويطالبون نساء الغرب بالحشمة احترامًا لـ"مشاعرهم"، بينما لا يحترمون نساءهم ولا يعترفون بتعددية المجتمعات. يستفزهم أن تأكل فتاة آيس كريم في شارع أوروبي، ويعتبرونه "تهديدًا للعفة"، ويطالبون بإزالة الإعلانات والصور من الأماكن العامة لأنها تُثير غرائزهم – لا لأن فيها خللًا أخلاقيًا، بل لأنهم لا يُتقنون إدارة غرائزهم.



يدّعون أن الحجاب "حرية شخصية"، لكن الواقع يقول عكس ذلك: لا رجل يتحجّب تعبيرًا عن هذه "الحرية"، ولا امرأة تخلعه وتعيد ارتداءه في الأماكن العامة بحرية حقيقية. هو ثقافة مفروضة باسم الدين، ومنظومة ضغط اجتماعى متوارثة، لا قرار فردي واعٍ. وحتى داخل الإسلام نفسه، لا يوجد إجماع حقيقي عليه، ومع ذلك يُقدَّم كأمر محسوم.
دراسات مثل تلك التي أجراها مركز بيو للأبحاث (Pew Research Center) تظهر أن نسبة كبيرة من المسلمين في دول مختلفة يؤيدون فرض قيود على حرية التعبير والحريات الشخصية، وهذا يتناقض مع تصريحات "الحرية الشخصية" التي يُرفع بها شعار الحجاب أو غيره.
وهناك تقارير وأبحاث أكاديمية تتحدث عن محاولات فرض معايير لباس أو سلوك معينة على الأقليات المسلمة في الدول الغربية، ولكن بنفس الوقت عدم تقبل تعددية المجتمعات وتعدد قيمها، وهو ما يخلق توترًا مجتمعيًا.


في رمضان، يطالب المسلمون غيرهم بعدم الأكل في الأماكن العامة احترامًا لصيامهم، بينما لا يراعون شعائر الأديان الأخرى، ولا يعترفون بمناسباتهم، بل يسخرون منها أو يُكفّرون أصحابها لأنهم "ليسوا على الدين الصحيح". يطلبون من الآخرين مراعاة شعورهم الديني، بينما لا يراعون مشاعر أحد، ولا يحترمون مَن يختلف معهم.
بحسب تقارير حقوق الإنسان ومنظمات مثل هيومن رايتس ووتش، تُمارس في بعض المجتمعات الإسلامية أشكال من التمييز أو المضايقات تجاه غير المسلمين، مما يعكس ازدواجية في الموقف من التسامح والتعايش.


يريد المسلمون أن يُعامَلوا كما يشاؤون، لا كما تستدعي القيم المشتركة. يطالبون بالاحترام دون أن يلتزموا به، وبالحرية دون أن يعترفوا بها لغيرهم. يصنعون من ازدواجيتهم مقياسًا، ويحاكمون به العالم.
في الكثير من الدراسات الاجتماعية في العالم الإسلامي، يُلاحظ أن هناك فجوة كبيرة بين ما يُعلن من قيم دينية وأخلاقية وبين الواقع المعيشي، خصوصًا في جوانب مثل احترام حقوق المرأة، الحريات، ومكافحة الفساد.


ما يعانيه المسلمون ليس فقط ازدواجية فكر… بل انفصام جمعي كامل: يرفعون شعارات الأخلاق وهم يمارسون نقيضها، ويتحدثون عن الإيمان وهم غارقون في فوضى التديّن السطحي، ويُقدّمون النفاق المجتمعي كهوية أخلاقية.

أكتب تعليق

أحدث أقدم